أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” مؤشرها السنوي لحرية الصحافة لعام 2024، والذي يرصد وضع حرية الصحافة في 180 دولة حول العالم. وبحسب المؤشر، شهدت المنطقة العربية والمغاربية تطورات متباينة خلال العام الماضي، حيث تصدرت موريتانيا المشهد العربي والإفريقي، بينما واجهت كل من المغرب والجزائر تحديات متفاوتة.
تصدرت موريتانيا، وبفارق كبير، الدول العربية والإفريقية في مجال حرية الصحافة، حيث احتلت المرتبة 33 عالميًا، متقدمة بـ 53 مركزًا عن العام الماضي. ويعود هذا التقدم بشكل أساسي إلى إلغاء المادة 11 من قانون الصحافة، والتي كانت تجرم “التشهير بالأشخاص” و”الإساءة إلى المعنويات”. كما شهدت موريتانيا انخفاضًا ملحوظًا في عدد الصحفيين الذين يتعرضون للمضايقات أو الاعتقال.
كما و احتل المغرب المرتبة الخامسة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والـ 129 عالميًا، بمؤشر 45.97. ويرجع هذا التقدم إلى بعض الإصلاحات القانونية التي تم إدخالها، مثل قانون حماية المعطيات الشخصية، وقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية.
ومع ذلك، لا تزال حرية الصحافة في المغرب تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك الرقابة الذاتية على الصحفيين، ولا سيما المضايقات القضائية، وقلة الشفافية الملكية .
وقد سجلت الجزائر تراجعًا في مؤشر حرية الصحافة، حيث احتلت المرتبة التاسعة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والـ 139 عالميًا، بمؤشر 41.98. ويعود هذا التراجع إلى تزايد المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون، وازدياد حالات الاعتقال التعسفي على كل من يغرد خارج السرب ، وتضييق الخناق على وسائل الإعلام المستقلة.
إن تقرير “مراسلون بلا حدود” يشير إلى أن هذا العام شهد غيابًا واضحًا للإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لفرض مبادئ حماية الصحفيين، وخاصة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2222.
و يُظهر أيضا مؤشر حرية الصحافة لعام 2024 أن المنطقة العربية والمغاربية لا تزال تعاني من العديد من التحديات فيما يتعلق بحرية الصحافة.
ومع ذلك، تُقدم بعض الدول، مثل موريتانيا، نموذجًا يُحتذى به في التقدم نحو بيئة إعلامية أكثر حرية وانفتاحًا.