يونس أقبو
نشرت مجلة “تيل كيل” مؤخرًا مقارنة إحصائية حول أداء رؤساء الحكومات المغربية منذ عام 2002 في ما يتعلق بخلق فرص العمل. أظهرت هذه الإحصائية تباينًا واضحًا في عدد الوظائف التي تم إنشاؤها على مدار فترة حكم كل رئيس حكومة، مع تسليط الضوء على تراجع كبير في عهد رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش.
وفقًا للبيانات، تمكن دريس جطو، الذي شغل منصب رئيس الحكومة من نوفمبر 2002 إلى سبتمبر 2007، من خلق 880 ألف وظيفة جديدة خلال فترة ولايته. وتلاه عباس الفاسي، الذي تولى رئاسة الحكومة من أكتوبر 2007 إلى يناير 2012، حيث تم تسجيل 454 ألف وظيفة جديدة خلال فترة حكمه.
أما عبد الإله بن كيران، الذي قاد الحكومة من يناير 2012 إلى أبريل 2017، فقد شهدت فترته خلق 103 ألف وظيفة فقط، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بسابقيه. ومن ثم جاء سعد الدين العثماني، الذي تولى المنصب من أبريل 2017 إلى أكتوبر 2021، ونجح في إضافة 159 ألف وظيفة.
غير أن الأداء الاقتصادي المتعلق بخلق فرص العمل في عهد عزيز أخنوش، الذي تولى رئاسة الحكومة منذ أكتوبر 2021، كان مغايرًا بشكل لافت. بدلاً من زيادة الوظائف، أظهرت البيانات فقدان 181 ألف وظيفة حتى عام 2023. هذا الانخفاض يعكس تدهورًا اقتصاديًا واضحًا ويثير العديد من التساؤلات حول السياسات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة الحالية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
في السياق نفسه، تصدرت الصورة عنوانًا مثيرًا للجدل يشير إلى “أخنوش: الرجل الذي لا يخلق الوظائف”، وهو انتقاد مباشر لأداء رئيس الحكومة الحالي في ظل تراجع فرص العمل. هذا العنوان يعكس الإحباط المتزايد بين قطاعات واسعة من المجتمع المغربي التي تأثرت سلبًا بسبب انخفاض التوظيف والركود الاقتصادي.
يبقى السؤال الرئيسي مطروحًا: هل ستتمكن حكومة أخنوش من قلب هذا الاتجاه السلبي وإعادة سوق العمل إلى مسار النمو، أم سيظل التراجع مستمرًا؟