الرباط تحتضن أولى دورات المهرجان الدولي لفيلم الأركيولوجيا والتراث: موعد سنوي للاحتفاء بالذاكرة الثقافية

المغربية أنفو


شهد المسرح الوطني محمد الخامس، مساء الأربعاء، انطلاقة فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي لفيلم الأركيولوجيا والتراث، وسط حضور وازن من شخصيات ثقافية وعلمية وفنية، يمثلون مختلف الأطياف والاهتمامات.

ويُعد هذا المهرجان، الذي ينظمه مركز الدراسات والأبحاث في التراث الأركيولوجي والأنثروبولوجي للأطلس المتوسط، حدثاً ثقافياً جديداً يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التراث المغربي، وتعزيز الوعي الجماعي بضرورة حمايته، من خلال عرض ثلاثين فيلماً وثائقياً، بينها ثمانية عشر فيلماً مشاركاً في المسابقة الرسمية.

وفي كلمته خلال الافتتاح، شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، على أن الفيلم الوثائقي بات أداة استراتيجية لتعزيز الدينامية الثقافية بالمغرب، مشيراً إلى دوره البارز في صون التراث الوطني، ونشر المعرفة، وتحفيز المجتمع على التفاعل الإيجابي مع ماضيه الغني. وأضاف أن شعار الدورة الأولى “شمال إفريقيا: إعادة كتابة لتاريخ الإنسانية” يعكس طموح هذه المبادرة لتكون منصة حوارية سنوية تجمع بين الفن، العلم، والذاكرة.

وأكد الوزير أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، يشهد نهضة ثقافية طموحة، تولي أهمية كبرى للثقافة كركيزة لتنمية الإنسان، مشدداً على أن دعم الأفلام الوثائقية يندرج ضمن هذا المسار.

من جهتها، أوضحت خديجة بلامين، عالمة الآثار ومديرة المهرجان، أن هذه المبادرة تسعى إلى تعزيز مكانة علم الآثار والتراث الثقافي في المغرب، مستعرضة بعض الاكتشافات المهمة التي شهدتها البلاد مؤخراً، كأول قرية تاريخية معروفة في المغرب الكبير بإقليم تطوان، وأقدم مركب زراعي في شمال غرب إفريقيا.

أما عبد الرحيم لحرش، رئيس المركز المنظم، فأبرز أن المهرجان يعتمد على أدوات بصرية وتقنيات حديثة كإعادة البناء ثلاثي الأبعاد والواقع الافتراضي، لتقريب التراث الأثري إلى الجمهور العام، خاصة مواقع مثل شالة وسجلماسة، في إطار مقاربة علمية تشاركية.

وفي السياق نفسه، وصفت أنييس هومروزيان، المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، هذا الحدث بأنه منصة واعدة للتعريف بالتراث الأركيولوجي للمغرب وشمال إفريقيا، ودعوة للانفتاح على الإرث المتوسطي المشترك.

وأشار مروان فشان، المدير العام لمؤسسة هبة، إلى أهمية المهرجان كفرصة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات بين المغرب وبلدان القارة الإفريقية، مسلطاً الضوء على البعد الاقتصادي للتراث الثقافي، لاسيما في علاقته بالسياحة المستدامة.

بدوره، وصف عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، هذا المهرجان بالفريد، معتبراً إياه مناسبة للغوص في عمق التاريخ والإنسانية عبر قوة الصورة، مستحضراً في كلمته المسار الأكاديمي المرموق لعالم الحفريات الفرنسي الراحل إيف كوبينز، الذي تم تكريمه خلال حفل الافتتاح.

ويُذكر أن هذا الحدث، المنظم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة، جاء نتيجة تعاون مثمر مع مهرجان الفيلم الأركيولوجي لأميان بفرنسا، في إطار الشراكة الثقافية المغربية-الفرنسية، ما يعزز من إشعاع المغرب في هذا المجال على الصعيد الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *