المرأة في السجون: رمز القوة والإنسانية

المغربية أنفو : هاجر الرشم

في أروقة السجون، حيث تُحاك القصص وتُكتب الحكايات على جدران الصمت، تقف المرأة العاملة هناك شامخة كجبل لا تهزه الرياح، قوية لا تلين، حنونة لا تُقهر. إنها ليست مجرد موظفة أو حارسة، بل هي روح تضيء المكان، وضمير حي يحرس المجتمع من الظلام.

المرأة التي تعمل في السجن ليست سجينة، بل حارسة للعدالة، ويد حانية تمتد إلى من ضلوا الطريق، تبذل جهدها في بيئة صعبة، وتتعامل مع بشر محكوم عليهم بالعزلة، لكنها لا تسمح لقسوة الواقع أن تطفئ نور إنسانيتها. تعرف أن خلف الجدران العالية والبوابات الثقيلة، هناك أرواح تستحق فرصة، وهناك قصص لم تنته بعد.

هذه المرأة تعود إلى بيتها في المساء، تخلع زي العمل لكنها لا تخلع قوتها. فهي أم، وزوجة، وابنة، وسيدة مجتمع، تعطي لبيتها من الحنان ما يكفي، ولعملها من الالتزام ما يليق، ولمجتمعها من العطاء ما يستحق. إنها توازن بين مسؤولياتها بعظمة، لا تنكسر أمام التحديات، ولا تتنازل عن قيمها.

في قلبها مزيج ساحر من الرحمة والحزم، ومن اللين والصرامة، تعرف متى تكون صارمة، ومتى تكون صوتًا داعمًا. إنها حارسة لا تحمل فقط المفاتيح، بل تحمل الأمل، وتزرع الطمأنينة، وتحفظ كرامة من هم داخل الأسوار.

هي مثال حي على أن القوة ليست فقط في العضلات أو القرارات الحاسمة، بل في القدرة على الحفاظ على المبادئ وسط الضغوط، وفي الصبر على ما لا يُحتمل، وفي أن تظل إنسانة وسط محيط قد يُجرد الآخرين من مشاعرهم.

النساء في السجون المحلية هن أعمدة المجتمع التي لا تُرى، وسنده الذي لا يُذكر كثيرًا، لكنهن يستحققن أن يُحتفى بهن، وأن تُروى قصصهن. هنّ بطلات من نوع خاص، لا يظهرن في نشرات الأخبار، لكن أثرهن عميق في النفوس وفي مستقبل من يعملن معهم.

تحية لكل امرأة تعمل في السجون، لأنكِ لست فقط رمزًا للقوة، بل رمزًا للإنسانية المتزنة، وللأنثى التي تخدم بيتها ومجتمعها بكل فخر وشرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *