المغربية أنفو:هاجر الرشم
في لحظة حزينة خيمت على الوسط الفني المغربي، فارقت الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة الحياة، تاركة وراءها إرثاً فنياً غنياً ومسيرة استثنائية طبعتها العفوية والتلقائية، وجعلتها واحدة من الوجوه المحبوبة لدى الجمهور المغربي.
عرفت الراحلة بحضورها المميز على الخشبة وفي الشاشة الصغيرة، حيث تألقت منذ بداياتها في سبعينيات القرن الماضي، مجسدة أدواراً قريبة من نبض الشارع المغربي، تلامس الهم اليومي للمواطن بروح ساخرة أحياناً ومؤثرة في أحيان أخرى. لم تكن تحتاج إلى تكلف أو مبالغة، فبساطتها كانت سرّ تألقها، وعفويتها كانت جواز مرورها إلى قلوب المشاهدين.
شاركت نعيمة بوحمالة في أعمال مسرحية وتلفزيونية عديدة، من بينها رحبة الفراجة، ياك حنا جيران، لالة فاطمة، السعاية بالقراية، ومداولة، كما قدمت أعمالاً إلى جانب عمالقة الفن المغربي أمثال محمد الجم، عزيز سعد الله، وخديجة أسد. وظل اسمها مرتبطاً بالكوميديا الاجتماعية، التي تلامس الواقع دون تصنع.
رغم التحديات الصحية التي واجهتها في سنواتها الأخيرة، خاصة مع مرض القلب، لم تتوقف عن الإبداع، بل خاضت تجربة جديدة عبر قناتها على موقع يوتيوب بعنوان “نعيمة ديكولاص”، محاولة بذلك الحفاظ على التواصل مع جمهورها، ومواجهة البطالة الفنية التي اشتكت منها مراراً.
في سنة 2024، تم تكريمها في اليوم الوطني للمسرح، اعترافاً بعطائها الطويل والمتنوع، وهو تكريم استحسنه جمهورها واعتبره أقل ما يمكن أن يُقدّم لفنانة أعطت الكثير للفن المغربي.
برحيلها، يفقد المغرب صوتاً نسائياً حقيقياً في مجال الفن، صوتاً لم يكن يعلو بالضجيج، بل كان يصل بهدوئه وصدقه. ستبقى نعيمة بوحمالة في الذاكرة الشعبية رمزاً للمرأة المغربية القوية، المرحة، والواقعية، التي كانت تمثل الناس، لا تتعالى عليهم.
رحم الله الفنانة نعيمة بوحمالة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.