المغربية أنفو
هاجر الرشم
في إطار تخليد اليوم الوطني للمقاومة، نظمت النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة العيون الساقية الحمراء، مساء الأربعاء 18 يونيو 2025، ندوة علمية موسومة بعنوان: “اليوم الوطني للمقاومة: دروس التاريخ وقيم الوطنية والتضحية واستشراف المستقبل”، وذلك بدار الشباب الوحدة بمحج محمد السادس .
وشكلت هذه الندوة مناسبة لاستحضار الذاكرة الوطنية الجماعية المرتبطة بكفاح الشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال، حيث تم تسليط الضوء على محطات مشرقة من تاريخ المقاومة الوطنية، وإبراز القيم الراسخة التي طبعت تلك المرحلة من تلاحم، وفداء، وإيمان راسخ بعدالة القضية الوطنية.
وقد اختيرت شخصية الشهيد محمد الزرقطوني محوراً مركزياً لأشغال هذا اللقاء العلمي، نظراً لما تمثله من رمز نضالي وطني، يعكس الشجاعة والإقدام ونكران الذات. واستعرض المتدخلون جوانب من مسيرته الكفاحية، مؤكدين أن الزرقطوني، الذي واجه الاستعمار الفرنسي بكل صلابة، يجسد صورة المقاوم المغربي الذي ضحى بحياته في سبيل الوطن، مكرّساً بذلك قيم الوطنية الصادقة في أبهى صورها.
الندوة لم تقتصر فقط على الجانب التأريخي والعلمي، بل تخللتها لحظة اعتراف وامتنان، من خلال تنظيم تكريمات لعدد من الشخصيات المحلية التي كان لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بحركة المقاومة أو ساهمت في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وذلك في جو من الاعتزاز والوفاء لقيم التضحية والوطنية.
كما شكل اللقاء فرصة لتعزيز الوعي في صفوف الشباب حول أهمية التمسك بالقيم التاريخية التي أسس لها جيل المقاومة والتحرير، وربط الماضي المجيد بمسارات الحاضر والمستقبل، في سياق ترسيخ الهوية الوطنية والدفاع عن السيادة والوحدة الترابية.
وقد عرفت الندوة حضور عدد من الفاعلين الأكاديميين، وأطر المندوبية، وشخصيات مدنية وعسكرية، إضافة إلى تلاميذ ومهتمين بالتاريخ الوطني، ما أضفى على المناسبة طابعاً تثقيفياً وتواصلياً بامتياز.
يُذكر أن تخليد اليوم الوطني للمقاومة، الذي يصادف ذكرى استشهاد محمد الزرقطوني وعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى سنة 1955، يشكل محطة سنوية لتجديد الوفاء لرجالات الوطن ولتذكير الأجيال المتعاقبة بتضحياتهم الجليلة من أجل عزة المغرب واستقلاله.
