أعطى وزير الثقافة والشباب والتواصل اليوم السبت الانطلاقة الرسمية لموسم طانطان في دورته 16، الذي تنظمه مؤسسة “ألموكار” بحضور مغربي وإماراتي كشريك ثاني في هذه التظاهرة الدولية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن موسم طانطان يمثل فرصة لتسليط الضوء على غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي. أوضح الوزير في كلمته، ضمن فعاليات المهرجان المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن هذا الحدث الكبير يعتبر فرصة لإبراز غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي. تم إعلان موسم طانطان كجزء من روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية في عام 2005، وتم إدراجه في قائمة التراث اللامادي العالمي لليونيسكو في عام 2008.
وأشار الوزير إلى أن التراث الثقافي الحساني يعد ركيزة أساسية للهوية الوطنية ويعبر عن تاريخ وحضارة أهل الصحراء، وعن العادات والتقاليد التي تمثل ثروة التراث الثقافي في مناطقنا الجنوبية.
كما أكد الوزير حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية بالثقافة الحسانية، وأشار إلى ذلك جلالته في خطابه الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء في عام 2017.
وأكد السيد بنسعيد أن الحفاظ على التراث الثقافي يبقى مسؤولية جماعية. وتنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية، تم إطلاق مشروع “Morocco Heritage Label” من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بهدف إعداد نظام استخدام رئيسي وعلامة تميز خاصة بعناصر التراث غير المادي، لحماية هوية المملكة المغربية والحفاظ على تراثها الثقافي الذي يتعرض لعمليات النهب. وسيتم التصدي لهذا الأمر على المستوى الوطني والدولي من خلال جميع الآليات القانونية المتاحة لدى منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
وأبرز الوزير أن التراث الحساني يشكل جزءًا من الهوية الوطنية التي تكونت عبر قرون من التفاعل بين مختلف المجموعات البشرية التي عاشت في الصحراء المغربية. إن الحفاظ على هذا التراث وتقديره والحفاظ عليه وإشاعته عالميًا يعتبر جزءًا من هذه المسؤولية الجماعية للدولة والمنتخبين والمجتمع المدني.
يجدر الإشارة إلى أن التراث المتنوع للمملكة المغربية العريقة جعلها محطًا للرغبات والطموحات لعدد من الدول الجديدة التي تسعى للتمتع بماضٍ لا يتوفر إلا في خيالاتهم المريضة، وهذا يستدعي تضافر جهود المجتمع المدني والجمعيات والتعاونيات الحرفية لنشر الوعي بأهمية تسجيل وتوثيق كل ما يبدعه الحرفيون والصناع التقليديون في المملكة الشريفة.