الاستغلالُ في حقولِ الفراولةِ مغربياتٌ يُجبرنَ على العملِ في ظروفٍ صعبةٍ.

المغربية أنفو-هيئة التحرير

تُشكلُ هجرةُ المغربياتِ إلى حقولِ الفراولةِ في إسبانيا ظاهرةً سنويةً تُثيرُ تساؤلاتٍ مُلحّةً حولَ دوافعِها وظروفِها وآثارِها على حياةِ المهاجراتِ.

تدفعُ ظروفٌ اقتصاديةٌ واجتماعيةٌ صعبةٌ العديدَ من المغربياتِ إلى خوضِ غمارِ هذهِ الهجرةِ، بحثًا عن فرصِ عملٍ تُحسّنُ من مستوى معيشتهنّ.

حيث تعاني المغربُ من معدلاتِ بطالةٍ مرتفعةٍ، خاصةً بينَ النساءِ، مما يُشكلُ دافعًا رئيسيًا للبحثِ عن عملٍ في الخارجِ، و تُعاني أيضا العديدُ من العائلاتِ المغربيةِ من ظروفِ فقرٍ صعبةٍ، ممّا يدفعُ ببناتِها إلى العملِ في إسبانيا لدعمِ اقتصادِ الأسرةِ، تسعى بعضُ المغربياتِ إلى تحقيقِ الاستقلالِ الماليِ من خلالِ العملِ في إسبانيا.

و تواجهُ العاملاتُ المغربياتُ في حقولِ الفراولةِ الإسبانيةِ العديدَ من التحدياتِ، منها ظروفُ العملِ الصعبةُ الغير النظامية حيث تدوم مدة العمل ساعات أطول وأجور أقل إضافة إلى تردي ظروف المعيشية. و لا ننسى مشكل التحرش و الاعتداء حيت تعاني بعض العاملات من ظاهرة التحرش من قبلِ المشرفينَ أو العمالِ الآخرينَ. إظافة إلى غياب الحماية الاجتماعية

تتركُ هذهِ الهجرةُ آثارًا إيجابيةً وسلبيةً على حياةِ العاملاتِ المغربياتِ:

إيجابية كتحسينُ مستوى المعيشةِ، إرسالُ أموالٍ للعائلةِ، تحقيقُ الاستقلالِ الماليِ، و سلبية كالتعرضُ للاستغلالِ، التأثيراتُ النفسيةُ والاجتماعيةُ، فقدانُ الروابطِ العائليةِ.

تقعُ على عاتقِ جميعِ الأطرافِ المعنيةِ مسؤوليةُ تحسينِ ظروفِ العملِ في حقولِ الفراولةِ الإسبانيةِ، وضمانِ حقوقِ العملِ للعاملاتِ، وذلك من خلالِ:

  • السلطاتُ الإسبانيةُ والمغربيةُ: العملُ على تحسينِ ظروفِ العملِ في حقولِ الفراولةِ، وضمانِ حقوقِ العملِ للعاملاتِ.
  • المنظماتُ الحقوقيةُ والمدنيةُ: محاربةُ الاستغلالِ والتحرشِ الذي تتعرضُ لهُ العاملاتُ.
  • الحكومةُ المغربيةُ: دعمُ برامجِ التمكينِ الاقتصاديِ للنساءِ، وخلقُ فرصِ عملٍ جديدةٍ في المغربِ.

تُشكلُ هجرةُ المغربياتِ إلى حقولِ الفراولةِ الإسبانيةِ ظاهرةً معقدةً تستدعي تضافرَ الجهودِ من جميعِ الأطرافِ المعنيةِ لضمانِ هجرةٍ آمنةٍ وكريمةٍ تُحققُ للمغربياتِ فرصَ عملٍ حقيقيةً دونَ استغلالٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *