أحرارٌ يَحصدون انتصاراتٍ وسطَ أزمة ثقة!

المغربية أنفو -هيئة التحرير

سطات، سيدي إفني، تارودانت، بولمان، وزاكورة: وسطَ أجواءٍ مُلبّدةٍ بسحبِ أزمةِ الثقة، يُحقّقُ حزبُ التجمعِ الوطنيِّ للأحرار، بقيادةِ عزيزِ أخنوش، رئيسِ الحكومةِ المغربيةِ، انتصاراتٍ مُتتاليةً في الانتخاباتِ الجماعيةِ الجزئيةِ، حيثُ فازَ بـ 6 مقاعدَ في 5 جماعاتٍ مختلفةٍ.

يُثيرُ هذا الفوزُ استغرابَ الكثيرين، خاصةً في ظلِّ تذمّرِ المواطنينَ من أداءِ الحكومةِ الحاليةِ، واتّهامِها بالتقصيرِ في معالجةِ العديدِ من الملفاتِ الشائكةِ، مثلَ الارتفاعِ المُفاجئِ في أسعارِ الموادِّ الغذائيةِ والطاقةِ، والبطالةِ، والفسادِ.

قد تكونُ برامجُ الحزبِ قد لاقتْ صدىً لدى بعضِ الناخبينَ، خاصةً في المناطقِ التي تُعاني من نقصِ الخدماتِ، أو أن القيادةُ القويةُ للحزبِ وفعاليةُ تنظيمهِ قد ساعدتْ في حشدِ التأييدِ لهُ، و أن يكونُ الحزبُ قد نجحَ في التواصلِ مع الناخبينَ بشكلٍ فعّالٍ في المناطقِ التي فازَ فيها ، أو إنجازاتُ الحكومةِ الحاليةِ في بعضِ المجالاتِ قد ساهمتْ في زيادةِ شعبيةِ الحزبِ ، كما يمكن أيضا أن تكونُ شعبيةُ عزيزِ أخنوش، رئيسِ الحكومةِ المغربيةِ، قد ساعدتْ في زيادةِ شعبيةِ الحزبِ.

يصعبُ توقعُ تأثيرِ هذهِ الانتصاراتِ على المشهدِ السياسيِّ بشكلٍ دقيقٍ، خاصةً في ظلِّ أزمةِ الثقةِ الحاليةِ.

تُؤكّدُ هذهِ الانتصاراتُ على مكانةِ حزبِ التجمعِ الوطنيِّ للأحرارِ كأحدِ أهمِّ الأحزابِ السياسيةِ في المغربِ، لكنّها تبقى انتصاراتٍ مُحَصًّرةً في سياقِ الانتخاباتِ الجزئيةِ. وتبقى الأسئلة المطروحة:

هل ستُساهمُ هذهِ الانتصاراتُ في استعادةِ ثقةِ المواطنينَ بالحزبِ؟

و كيفَ يُمكنُ لحزبٍ أنْ يُحقّقَ انتصاراتٍ وسطَ أزمةِ ثقةٍ عميقةٍ؟
و هلْ تُشيرُ هذهِ الانتصاراتُ إلى أنّْ المواطنينَ راضونَ عنْ أداءِ الحكومةِ؟
و ما هيَ العواملُ التي أدّتْ إلى هذا التناقضِ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *