شهد طواف البنين 2024، الذي أقيم في الفترة ما بين 30 أبريل و 5 مايو الجاري، سيطرة مغربية مطلقة على المنافسات، حيث تُوّج المنتخب الوطني بطلا للنسخة 19 على الصعيدين الفردي والجماعي، مُحققا إنجازا استثنائيا يُثبت علو كعب رياضة الدراجات في المغرب على الصعيد الإفريقي.
كما و شارك في هذا الطواف الإفريقي نخبة من أبرز الدراجين من 14 بلدا إفريقيا، بالإضافة إلى فرق محترفة، حيث قطع المتسابقون مسافة إجمالية تجاوزت 646 كيلومترًا موزعة على خمس مراحل مليئة بالتحديات.
و منذ انطلاق السباق، فرض المنتخب المغربي نفسه بقوة على المنافسات، حيث أظهر إصرارا كبيرا على الدفاع عن لقبه الذي أحرزه في النسخة الماضية، ونجح في تحقيق ذلك بكل جدارة واستحقاق.
وعلى الصعيد الفردي، تألق الدراج المغربي “أشرف الدغمي” بشكل لافت، حيث خطف الأنظار منذ المرحلة الأولى بتصدره الترتيب العام للطواف، محتفظا بالقميص الأصفر رمزا للصدارة حتى خط النهاية.
و أبدع الدغمي في قيادة دراجته على مختلف التضاريس، متجاوزا جميع الصعوبات بمهارة فائقة، ليُنهي السباق بزمن قدره 16 ساعة و 34 دقيقة و 10 ثوانٍ، متقدما على أقرب منافسيه الجزائري “حمزة ياسين” بفارق 6 ثوانٍ، والكاميروني “كامزونغ كلوفيس” بفارق 18 ثانية.
أما على مستوى الفرق، فقد واصل المنتخب الوطني المغربي هيمنته على السباق، حيث أظهر انسجاما وتعاونا مثاليين بين جميع أعضائه، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق لقب الطواف للمرة الثانية على التوالي.
و أنهى المنتخب المغربي السباق بزمن قدره 49 ساعة و 44 دقيقة و 43 ثانية، متفوقا على منتخبي بوركينافاسو والكاميرون اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث على التوالي.
يُعدّ هذا الإنجاز المزدوج تأكيدا قاطعا على التطور الكبير الذي تشهده رياضة الدراجات في المغرب، بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه لها السلطات المغربية، والجهود الدؤوبة من قبل الاتحاد المغربي للدراجات والطاقم الفني للمنتخب الوطني.
و يُمثل هذا الإنجاز حافزا قويا لجيل جديد من الدراجين المغاربة لبلوغ المزيد من الإنجازات على المستوى الدولي، ورفع علم المغرب عالياً في مختلف المحافل الرياضية.