يشهد المغرب منذ مطلع العام الجاري انتعاشًا ملحوظًا في حركة النقل الجوي، حيث سجلت مطارات المملكة خلال الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2024 رقمًا قياسيًا في عدد المسافرين بلغ 12 مليونًا و353 ألفًا و496 مسافرًا، بارتفاع بنسبة 19% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
يُعزى هذا النمو المتسارع إلى عوامل متعددة، يأتي في مقدمتها تنامي حركة السياحة بعد جائحة كورونا، وفتح خطوط جوية دولية جديدة تربط المغرب بوجهات عالمية مختلفة، وتعزيز النقل الجوي الداخلي.
كما ساهمت مجموعة من الخطوط الجوية الدولية الجديدة التي تم افتتاحها مؤخرًا في ربط المغرب بشكل أفضل بباقي دول العالم، الشئ الذي أدى إلى زيادة تدفق المسافرين من وإلى المملكة. وشملت كذلك هذه الخطوط الجديدة رحلات تربط مراكش بمدينة ليدز برادفورد في المملكة المتحدة، وطنجة بمدينتي لشبونة وبرشلونة في إسبانيا، والرباط بمدن إسطنبول وبرشلونة وباريس شارل ديغول وبروكسل وبال ميلوز في سويسرا، وتطوان بمدينتي أمستردام وبلباو في إسبانيا، والدار البيضاء بمدينة أبيدجان في ساحل العاج.
لعب عودة النشاط السياحي بقوة بعد جائحة كورونا دورًا هامًا في دفع حركة النقل الجوي بالمغرب. حيث شهدت المملكة تدفقًا هائلًا للسياح من مختلف أنحاء العالم، مما انعكس إيجابًا على عدد المسافرين عبر مطاراتها.
لم يقتصر النمو على حركة النقل الجوي الدولي، بل شمل أيضًا النقل الجوي الداخلي الذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 18% خلال شهر مايو 2024 مقارنة بشهر مايو 2023. ويعود ذلك جزئيًا إلى إطلاق شركة طيران Ryanair لرحلات جديدة تربط بين طنجة ووجدة والصويرة ورزازات.
ظل مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، أكبر مطار بالمغرب، الوجهة الأكثر ازدحامًا للمسافرين، حيث استقبل خلال شهر مايو 2024 وحده 869 ألفًا و278 مسافرًا، بزيادة 4% عن نفس الشهر من العام الماضي.
وشهدت باقي مطارات المملكة هي الأخرى نسب نمو هامة، تألق خلالها بشكل خاص مطار الرباط – سلا (+48%)، ومطار أكادير – المسيرة (+40%)، ومطار مراكش – المنارة (+34%).
وقد واكب النمو في حركة المسافرين ارتفاعًا ملحوظًا في نشاط الشحن الجوي، حيث زاد بنسبة 27% خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 ليصل إلى 39 ألفًا و655 طنًا. وشهد شهر مايو وحده ارتفاعًا بنسبة 33% في نشاط الشحن الجوي مقارنة بشهر مايو 2023.
يُعدّ الأداء المتميز للمطارات المغربية خلال الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2024 مؤشرًا قويًا على عودة النشاط الاقتصادي وانتعاش مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع السياحة والسفر. وتُؤكّد هذه النتائج على المكانة المتميزة التي تحتلها المملكة كوجهة سياحية رائدة، وعلى التزامها بتعزيز ربطها الجوي بباقي دول العالم.