بقلم : يونس أقبو
في ليلة أمس، كانت الساحة السياسية الأمريكية مشتعلة بحدث كبير: المناظرة الرئاسية بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب. جميع الأنظار كانت متجهة نحو هذا اللقاء، الذي تضمن نقاشات حول قضايا حيوية مثل الهجرة، الاقتصاد، والعلاقات الدولية. لكن ما ميز هذه المناظرة لم يكن فقط المواضيع المطروحة، بل الأحداث الغريبة التي غيرت مجرى الأمور بين المرشحين.
بدأت المناظرة بشكل طبيعي، لكن سرعان ما بدأت الأخطاء تظهر من جانب بايدن. كان أولها عندما خلط بين الأرقام الخاصة بالضرائب التي ستحصلها الدولة من الأثرياء، حيث قال خطأً إن المبلغ سيكون بالملايين ثم تراجع ليصححه بالمليارات. هذا الخلط البسيط أظهره بمظهر غير المسيطر على التفاصيل.
لكن الضربة الكبرى جاءت عندما طُلب منه التعليق على قضية هامة، فرد بايدن بإجابة مبهمة وغير مفهومة، مما أعطى انطباعًا بأنه غير قادر على التعامل مع المواضيع المعقدة بوضوح. في المقابل، كان ترامب ينتظر هذه اللحظات، واستغلها لإطلاق عبارات ساخرة انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أكسبه مزيدًا من التأييد.
كما و إن هذه المناظرة كانت بمثابة نقطة تحول في الحملة الانتخابية. وفقًا للإحصاءات، فقد ارتفعت نسبة التأييد لترامب إلى 67%، بينما تراجعت شعبية بايدن بشكل كبير، حيث لم يعد يتمتع سوى بدعم 33% فقط من الناخبين، بعد أن كان يمتلك حوالي 50% قبل المناظرة. هذا التراجع الكبير وضع الديمقراطيين في موقف حرج، حيث بدأوا يتساءلون عما إذا كان يجب على بايدن الاستمرار في السباق الانتخابي أم لا.
إذا ما استطاع ترامب الفوز في الانتخابات، فإن لذلك تبعات قد تكون كبيرة على المستوى الدولي :
- السياسات الاقتصادية: سياسات ترامب الاقتصادية المرتكزة على خفض الضرائب للشركات الكبرى والأثرياء يمكن أن تحفز النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. هذا التحفيز قد ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك المغرب، من خلال زيادة الاستثمارات والتجارة.
- أسعار النفط: ترامب وعد بحل النزاع بين أوكرانيا وروسيا، مما قد يؤدي إلى رفع العقوبات عن روسيا وخفض أسعار النفط عالميًا. هذا التراجع في الأسعار سيؤثر إيجابًا على المغرب من خلال تخفيض تكاليف الوقود والمعادن.
- العلاقات مع المغرب: ترامب كان من أبرز المؤيدين لمغربية الصحراء، ودعمه هذا قد يستمر ويقوي موقف المغرب في النزاع مع الجزائر.
- سياسات الهجرة: بالمقابل، سياسات ترامب الصارمة تجاه الهجرة قد تكون عائقًا أمام المغاربة الذين يطمحون للهجرة إلى الولايات المتحدة، سواء عبر برامج الهجرة العادية أو العشوائية.
- التوترات التجارية: استمرار ترامب في سياساته التجارية الصارمة مع الصين وأوروبا قد يؤثر على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الأسواق الناشئة مثل المغرب.
المناظرة الرئاسية الأخيرة لم تكن مجرد مواجهة حول السياسات، بل كانت حدثًا حاسمًا يمكن أن يغير مسار الانتخابات. فوز ترامب المحتمل يمكن أن يحمل تأثيرات واسعة على الاقتصاد والسياسة الدولية، مما يجعل من الضروري متابعة التطورات عن كثب للاستعداد للتحديات والفرص التي قد تطرأ في المستقبل.