انهيار فيسكر وتراجع سوق السيارات الكهربائية: هل تتحقق نبوءة رئيس تويوتا؟

في عالم تسوده السرعة والتغيرات المتسارعة، برزت نبوءة مثيرة للجدل أطلقها “أكيو تويودا” رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا موتور، أكبر شركات صناعة السيارات في العالم، مفادها أن “الحماس الشديد حول السيارات الكهربائية قد لا يستمر طويلًا، وأن السوق سيواجه تحديات كبيرة”.

وبعد مرور أكثر من عام على هذه النبوءة، بدأت بوادر صحتها تظهر جلية، حيث يُخيّم تباطؤ ملحوظ على سوق السيارات الكهربائية في العديد من المناطق الرئيسية، حيث أعلنت شركة “فيسكر” إفلاسها في عام 2024.

حيث تُشير إحصائيات “Bloomberg NEF” إلى أن وتيرة نمو مبيعات السيارات الكهربائية العالمية قد تباطأت بشكل ملحوظ في عام 2024، حيث من المتوقع أن تصل إلى 20% فقط، بينما كانت 33% في عام 2023.

وتُجسد شركة فيسكر، التي تقدمت بطلب للحماية من الإفلاس في نوفمبر 2023، مثالًا صارخًا على التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية.

في المقابل، تُواصل تويوتا نهجها المتوازن، رافعةً راية السيارات الهجينة التي شهدت مبيعاتها زيادة بنسبة 30% خلال عام 2023.

وعلى نحو مفاجئ، تشهد روسيا، التي كانت تعتمد تقليديًا على النفط والغاز، طفرة في مبيعات السيارات الكهربائية، حيث تُهيمن العلامات التجارية الصينية على هذا القطاع خصوصا شركة”Zeekr” والتي تهيمن على السوق الروسي.

كما و تعود أسباب تباطؤ سوق السيارات الكهربائية إلى جملة من العوامل،

  • التغيرات في القواعد الفيدرالية للإعفاءات الضريبية في الولايات المتحدة، والتي أثرت سلبًا على مبيعات بعض النماذج.
  • التحديات الاقتصادية في الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.
  • ارتفاع أسعار بطاريات الليثيوم، المكون الرئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية.
  • محدودية بنية تحتية للشحن في العديد من البلدان.

يُعد انهيار فيسكر جرس إنذار يُنذر شركات السيارات الكهربائية الناشئة بضرورة توخي الحذر ومواجهة التحديات الكبيرة التي تُواجهها في سعيها للمنافسة مع الشركات الراسخة.

فعلى عكس الشركات ، التي تتمتع بخبرة واسعة وسمعة طيبة في مجال صناعة السيارات، تفتقر شركات مثل فيسكر إلى الموارد المالية والتقنية اللازمة لضمان استمرارها على المدى الطويل.

تُواصل تويوتا تمسكها بنهجها المتعدد المسارات، الذي يشمل السيارات الهجينة والهيدروجينية بالإضافة إلى السيارات الكهربائية.

وتُثبت هذه الاستراتيجية نجاحها حتى الآن، حيث حققت تويوتا نموًا قويًا في مبيعات سياراتها الهجينة، مما يُعزز وجهة نظر تويودا بأن المستقبل لا يعتمد على نوع واحد من السيارات، بل على مزيج من التقنيات المختلفة.

لا تزال السيارات الكهربائية جزءًا مهمًا من مستقبل النقل، لكن قد يكون الطريق نحو الاعتماد الكامل عليها أطول وأصعب مما كان يتوقعه البعض.

وتُظهر رؤية تويودا صحة تحليله لواقع صناعة السيارات الكهربائية،

وتبرز أيضا الحاجة إلى نهج متوازن يجمع بين مختلف تقنيات الدفع لتلبية احتياجات النقل المتنوعة في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *