المغربية أنفو
يونس أقبو
شهدت أسعار الذهب تراجعًا بنسبة 7% منذ نهاية الانتخابات وفوز ترامب هذا الشهر. بعد أن كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع في عدد الأشخاص المهتمين بالذهب، تغيرت الأمور بشكل مفاجئ، وبدأ البعض في فقدان الثقة. التساؤل هنا: ما الذي حدث بالضبط؟ ولماذا تراجع الذهب بهذا الشكل؟ وما هي التوقعات لمستقبله؟ ولماذا لا يرغب محافظ بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري في شراء الذهب؟
بينما تشتري الصين كميات كبيرة من الذهب كوسيلة لحماية اقتصادها من التقلبات ولتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، أدى هذا الطلب المتزايد إلى ارتفاع الأسعار عالميًا. ومع ذلك، ما زال البعض يعتقد أن الذهب لن يتراجع، وهذا التصور غير صحيح، إذ شهد الذهب من قبل انخفاضًا بين عامي 2011 و2019.
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل بنك المغرب يتجنب شراء الذهب هو تقلبات الأسعار الكبيرة التي يشهدها المعدن النفيس. ففي بعض الفترات، يمكن أن يتعرض الذهب لانخفاض حاد في أسعاره مثلما حصل بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، مما يعرض الاحتياطيات المالية للمخاطر. هذه التقلبات تجعل من الصعب على البنك المركزي التنبؤ بالقيمة المستقبلية للذهب بشكل دقيق. على عكس السندات الأمريكية، التي توفر عوائد ثابتة وآمنة، يظل الذهب استثمارًا محفوفًا بالمخاطر بالنسبة للعديد من المؤسسات المالية.
أما بخصوص الدولار، فإن التوقعات تشير إلى ارتفاعه مقابل الطلب المتزايد. هذا يعود إلى التسهيلات التي يعد بها ترامب بعد فوزه للبنوك الاستثمارية ورفع قيود الاستحواذات، مما جعل الشركات تحقق أرباحًا ضخمة وجذب المؤسسات المالية إلى تحويل أموالها إلى الدولار. كما ساهمت العوائد المرتفعة للسندات الأمريكية في جذب الاستثمارات، من جهة أخرى، يعتمد المغرب بشكل كبير على الدولار الأمريكي في بناء احتياطياته المالية. يمتلك البنك المركزي المغربي سندات أمريكية تضمن له عوائد ثابتة وآمنة، والتي يمكن بيعها بسهولة في حال الحاجة إلى سيولة نقدية. هذا يتيح للبنك المركزي مرونة أكبر في إدارة السيولة مقارنة بالذهب الذي يتطلب عملية أكثر تعقيدًا للتداول. علاوة على ذلك، تعتبر السندات الأمريكية من الأصول ذات العوائد المضمونة، مما يجعلها الخيار الأكثر أمانًا للمؤسسات المالية الكبرى.
لكن السؤال الآن: هل يعني هذا أن الوقت قد حان للتخلي عن الذهب؟ الجواب يعتمد على الوضع الاقتصادي لكل فرد أو مؤسسة. مستقبل الذهب مرتبط بتحرير الدرهم المغربي وتأثيرات ذلك على السوق المحلية، إضافةً إلى التوترات التجارية المتوقعة بين الولايات المتحدة ودول أخرى.