المغربية أنفو
إسحاق شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر، أثار في منشوره الأخير على فيسبوك قضية شائكة بجرأة تمتزج بين السخرية والنقد الجاد، موجهاً رسالة إلى أحد وزراء حكومة عزيز أخنوش. الرسالة، التي جاءت تحت عنوان “حوار مع معالي الوزير السعدي”, لا تخفي استياءها من سياسات تعيين الوزراء، التي يرى شارية أنها تعكس واقعاً سياسياً يكرس المحاباة والتملق بدل الكفاءة والاستحقاق.
شارية، لم يتوانَ عن توجيه انتقادات لاذعة لأسلوب تعيين الوزراء، واصفاً الأمر بأنه “تشريف” يمنح بناءً على الولاءات الشخصية وليس على معايير الجدارة. في منشوره، تحدث بمرارة عن الفجوة بين الشباب الذين يعانون التهميش والإقصاء والشخصيات التي تتسلق إلى مواقع المسؤولية من خلال آليات الرقص و التزلف والتقرب من قيادات الأحزاب الكبرى.
بأسلوب ساخر، تساءل شارية عن السر الذي يجعل شاباً من جيله يتربع على منصب وزاري بينما يبقى الآلاف من الشباب رهينة البطالة أو أدوار هامشية. وأشار إلى أن التزلف والرقص – كناية عن رقصة السعدي المشهورة – قد أصبحا أدوات السياسة الناجحة في المغرب. بل إنه ذهب أبعد من ذلك باقتراحه إنشاء لجنة داخل حزبه لتعليم المناضلين “فنون المدح والتملق”، كإشارة ساخرة إلى عبثية المشهد السياسي الحالي.
شارية لم يكتفِ بالسخرية، بل أدان ضمنياً النهج الذي تنتهجه حكومة عزيز أخنوش في اختيار الوزراء، معتبراً أن ذلك يضر بمصداقية المؤسسات ويعمق أزمة الثقة بين المواطن والنظام السياسي. وبدلاً من تمكين الكفاءات الشابة ذات المواقف المبدئية، يرى شارية أن الحكومة تقدم نموذجاً يدفع الشباب إلى العزوف عن العمل الجاد لصالح أساليب تضمن فقط تحقيق المصالح الذاتية.
منشور إسحاق شارية يُظهر خيبة أمل كبيرة تجاه ما آلت إليه السياسة المغربية في عهد حكومة عزيز أخنوش، وهي صرخة تنذر بالخطر و تدعو إلى تغيير جذري يضع الكفاءة والوطنية فوق المصالح الشخصية والحسابات الحزبية الضيقة.