المغربية
احتفاءً باليوم الوطني للسلامة الطرقية، احتضنت المحكمة الابتدائية بالعيون، يوم الخميس 27 فبراير 2025، ندوة دراسية تحت شعار “السلامة الطرقية: سلوك ومسؤولية”، بمشاركة واسعة من مختلف الفاعلين في مجال السلامة المرورية.

افتُتِح النشاط بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها عزف النشيد الوطني، في أجواء تعكس أهمية الحدث. وقد سُيِّرت الندوة من طرف نائب وكيل الملك عبد الصادق النصري، الذي أدار الجلسات بمهنية، من أجل تسليط الضوء على أبرز الإشكاليات والتحديات المتعلقة بالسلامة الطرقية.

شهدت الندوة مداخلات متنوعة، حيث استهلها حمزة لكريب، القاضي بالمحكمة الابتدائية بالعيون، بمداخلة تناول فيها أهمية العمل على تحسين البنية التحتية، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في تعزيز وعي مستعملي الطريق وتحفيزهم على احترام القوانين، مما يساهم في تقليل نسبة الحوادث. كما قدم بدر الدين العمالي، نائب وكيل الملك، مداخلة حول الإطار القانوني المنظم لحوادث السير، مسلطًا الضوء على أهم المواد القانونية التي تحدد المسؤوليات والعقوبات في هذا المجال.

من جانبه، قدم مصطفى بنجدو، رئيس المنطقة الأمنية الثانية بأمن العيون، عرضًا مفصلًا حول إحصائيات حوادث السير بالمنطقة، وأبرز الحلول المقترحة لتقليص عددها، بما في ذلك تكثيف المراقبة المرورية، وتعزيز الوعي لدى السائقين والراجلين على حد سواء. كما تناول حمزة العنيبي، النقيب بالدرك الملكي بالعيون، التقنيات الحديثة التي يعتمدها الدرك الملكي في المراقبة الطرقية، مشيرًا إلى دورها في رصد المخالفات والحد من السلوكيات الخطرة التي تؤدي إلى وقوع الحوادث.

وشهدت الندوة أيضًا مشاركة مولاي الدريس الخطابي، المحامي وممثل نقيب هيئة المحامين بأكادير – قلمّي العيون، حيث تحدث عن دور المحامين في توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم في إطار السلامة الطرقية. كما قدم عثمان أتراك، رئيس المصلحة الجهوية بالوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، مداخلة بعنوان “السلامة الطرقية: مسؤولية ومشاركة”، مؤكّدًا على ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين من أجل تحقيق بيئة مرورية أكثر أمانًا.

من جهته، تحدث علي بولسان، رئيس مصلحة بالمديرية الإقليمية للتعليم بالعيون، عن أهمية التربية المرورية في المدارس، وضرورة إدماج برامج توعوية لتعريف التلاميذ بمخاطر الطريق، وغرس ثقافة احترام قانون السير منذ الصغر. كما استعرض محمد معفي، المهندس بجماعة العيون، الإجراءات التي نفذتها الجماعة لتعزيز السلامة الطرقية، بما في ذلك تحسين البنية التحتية، تطوير وسائل التشوير الطرقي، وتكثيف الحملات التحسيسية الموجهة لمستعملي الطريق.

في سياق متصل، قدم محمد سالم لكهل، الكاتب العام للشبكة الوطنية للسلامة الطرقية بالصحراء، مداخلة حول استلهام التجارب الدولية في مجال السلامة الطرقية، مشيرًا إلى مشاركة الشبكة في المؤتمر العالمي الوزاري كنموذج للتعاون الدولي في هذا المجال.

وفي ختام الندوة، تم فتح باب النقاش أمام الحاضرين، حيث تبادل المشاركون الأفكار والمقترحات حول سبل تعزيز الأمن الطرقي، مؤكدين على أهمية استمرار الجهود المشتركة بين مختلف الفاعلين لتحقيق بيئة مرورية أكثر أمانًا.