في خطوةٍ مثيرةٍ للدهشة والاستهجان، قرر رئيس الجامعة الملكية للدراجات الاستغناء عن خدمات الصحافة الجهوية في مدينة العيون، واستبدالها بمؤثري “روتيني اليومي” لتغطية فعاليات طواف المغرب للدراجات.
إنّ هذا القرار ليس مجرّد تغيير في طريقة التغطية، بل هو سابقة خطيرة تُهدّد صرح الإعلام الرياضي وتُقلّل من قيمة العمل الصحفي المهني.
فهل يُدرك السيد رئيس الجامعة دور الصحفي المحترف؟ هل يُقدّر الجهد المبذول في البحث والتحليل والتدقيق لنقل الأخبار الرياضية بمهنيةٍ وموضوعية؟
إنّ الصحفي ليس مُجرّد مُدوّنٍ ينشر محتوى سريعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بل هو باحثٌ مُتخصصٌ يمتلك مهاراتٍ معرفيةً وكتابيةً عاليةً تُمكّنه من تقديم محتوىٍ غنيٍّ ودقيقٍ يُثري المعرفة ويُساهم في نشر الوعي الرياضي.
فأين هي التقارير المُعمّقة والتحليلات المُوضوعية التي تُقدّمها الصحافة الجهوية؟
أين هي المتابعة الحثيثة لِمُجريات الحدث الرياضي من قبل صحفيٍّ مُتواجدٍ على أرض الميدان؟
أين هي المسؤولية الأخلاقية لنقل الأخبار بصدقٍ وأمانةٍ دون تحيّزٍ أو مُبالغة؟
إنّ استبدال الصحفيين بمؤثري “روتيني اليومي” هو تقليلٌ من قيمة العمل الصحفي، وتجاهلٌ لِدور الصحافة في بناء الوعي الرياضي ونشر ثقافة الرياضة.
فهل يُمكن لمؤثّرٍ مُتخصصٍ في “روتيني اليومي” تقديم تحليلٍ فنيٍّ لِمُجريات سباقٍ رياضيٍّ مُعقّد؟
هل يُمكنه إجراء مقابلاتٍ مُتخصصةً مع الرياضيين والخبراء؟
هل يُمكنه كتابة تقاريرٍ مُفصلةً تُسلّط الضوء على مختلف جوانب الحدث الرياضي؟
إنّ الإجابة على هذه الأسئلة واضحةٌ لا لبس فيها: لا!
إنّ هذا القرار يُهدّد مستقبل الصحافة الرياضية ويُعيق مسيرة تطوّرها، ويُؤدّي إلى انتشار معلوماتٍ مغلوطةٍ وتقاريرٍ سطحيةٍ تفتقر إلى الدقة والموضوعية.
على السيد رئيس الجامعة الملكية للدراجات أن يُعيد النظر في هذا القرار المُتسرّع، وأن يُدرك أنّ الصحافة الجهوية ليست مُجرّد وسيلةٍ قديمةٍ للتواصل، بل هي ركيزةٌ أساسيةٌ في بناء الإعلام الرياضي المُهنيّ والمسؤول.
إنّ الصحفيين هم حراس الحقيقة، ورسل المعرفة، وسفراء الرياضة، ودورهم لا يُمكن الاستغناء عنه مهما تطوّرت وسائل التكنولوجيا وتغيّرت أساليب التغطية.
نُناشد السيد رئيس الجامعة الملكية للدراجات بإعادة الاعتبار للصحافة الجهوية ولِدور الصحفيّ المحترف، والعمل على تعزيز التعاون بين الصحافة والجامعة لِخدمة الرياضة المغربية ونشر ثقافتها.