العيون تحتفل بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء بمشاريع تنموية وثقافية تعزز التراث الحساني

بمناسبة الذكرى الـ49 لانطلاق المسيرة الخضراء، شهدت مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، تدشين مجموعة من المشاريع التنموية والثقافية، إلى جانب إطلاق أنشطة رياضية وفنية متنوعة، تعكس روح الابتكار والتطوير في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

ومن أبرز هذه المشاريع، المعهد المتخصص في الفنون التقليدية، الذي تم تشييده على مساحة 2800 متر مربع بكلفة 24.8 مليون درهم، حيث تم تخصيص 13 مليون درهم للبناء و11.8 مليون درهم للتجهيز. يهدف المعهد إلى توفير التكوين المهني في عدة مجالات من الحرف التقليدية مثل الخياطة والفصالة، وصناعة الجلد، وصياغة الحلي، والأشغال الخشبية، بالإضافة إلى نجارة الألمنيوم والكهرباء الصحية. ويضم المعهد ورشات متخصصة وقاعات للدروس النظرية وندوات ومكتبة، إلى جانب مركز إيواء متكامل سيتم افتتاحه في بداية 2025 بتكلفة تقدر بـ7 ملايين درهم.

كما شملت الأنشطة زيارة لمركب الصناعة التقليدية في العيون، حيث يقع مصنع “دار الدراعة”، الذي يعد أول منشأة من نوعها لإنتاج الزي الصحراوي التقليدي. وقد أسهم المصنع في خلق حوالي 40 فرصة عمل، بما في ذلك فرص للمهاجرين من دول إفريقية شقيقة، ويعد المصنع خطوة هامة في سبيل المحافظة على التراث الثقافي الحساني، أحد المكونات الأساسية للهوية المغربية.

بالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح معرض للصناعة التقليدية بتنظيم من غرفة الصناعة التقليدية، حيث عرض الحرفيون من مختلف الجهات منتجاتهم التقليدية المتميزة. وفي إطار دعم الحرفيين الشباب، تم توزيع معدات تقنية ومواد أولية على عشرين صانعاً شاباً، ممن أكملوا دورات تكوينية نظمتها الغرفة بالتعاون مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

تجسد هذه المشاريع التنموية الرؤية الشاملة لتعزيز القطاع التقليدي في الأقاليم الجنوبية للمغرب، مع التركيز على صون التراث وتوفير فرص عمل للشباب. كما تسلط هذه الفعاليات الضوء على الأهمية المتزايدة للصناعات التقليدية كجزء أساسي من عملية التنمية المستدامة، مما يعزز من استدامة التراث المغربي الغني ويدعم التعاون جنوب-جنوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *