المغرب و”سيماك”: شراكة اقتصادية واعدة تتوَّج باتفاقية استراتيجية

المغربية أنفو

هاجر الرشم

في خطوة تعكس دينامية المغرب المتصاعدة على الصعيد الإفريقي، شهدت أشغال النسخة الأولى من المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المغرب ودول مجموعة “سيماك” (CEMAC) توقيع اتفاقية استراتيجية تهدف إلى إرساء أسس شراكة اقتصادية وتكامل إقليمي فعّال بين الجانبين.

وقد جاءت هذه الاتفاقية تتويجًا لنقاشات مستفيضة وعروض تحليلية أبرزت الرؤية المشتركة التي تجمع الطرفين، والتي ترتكز على دعم الاندماج الاقتصادي الإقليمي وتعزيز الاستثمارات البينية، من خلال مقاربة تقوم على تبادل المنافع وتكامل المواردوابرزت إحدى الجلسات أن بالنسبة لدول CEMAC، تم التأكيد على أهمية تعزيز الاتحاد الجمركي والنقدي، ودعم حرية تنقل الأشخاص والسلع والخدمات، وكذا تنسيق السياسات المالية، بما يفتح آفاقًا جديدة نحو تحقيق اندماج اقتصادي منتج ومستدام.

أما من جانب المملكة المغربية، فقد وُضعت إفريقيا في قلب دبلوماسيتها الاقتصادية، حيث كشفت المعطيات أن 19.4% من الاستثمارات الخارجية المغربية في سنة 2023 وُجّهت نحو القارة الإفريقية.

كما جرى التذكير بانخراط المغرب في مشاريع استراتيجية كبرى، من بينها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب.كما أن الاتفاقية الموقعة خلال المنتدى تعكس إيمان الطرفين بقدرة التعاون جنوب–جنوب على خلق فرص تنموية حقيقية. فالمغرب، من خلال موقعه الجيوسياسي وتجربته الاقتصادية، يسعى إلى تقوية جسور الشراكة مع بلدان وسط إفريقيا، بينما ترى دول CEMAC في المغرب شريكًا موثوقًا لتطوير استثماراتها وتنمية قدراتها الصناعية.

ويُنتظر أن تفتح هذه الاتفاقية الباب أمام مشاريع استثمارية وبرامج تنموية مشتركة، وتعزيز الربط البيني في مجالات النقل والطاقة والتكوين المهني.تشكل هذه الخطوة مرحلة مفصلية في مسار تعزيز العلاقات المغربية–الإفريقية، وتؤكد على أن مستقبل القارة يبنى بالتكامل والتعاون لا بالتفرقة والتقوقع. فالمنتدى البرلماني لتعاون المغرب–سيماك لم يكن فقط مناسبة للتوقيع، بل لحظة للتأسيس لرؤية جديدة وعمل مشترك يروم خدمة شعوب المنطقة وتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *